ارواح الله السبعة ؟ هل الله له سبع ارواح ام روح قدس واحد ؟

وَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنَ الْعَرْشِ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ، وَأَمَامَهُ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُضَاءَةٍ، هِيَ أَرْوَاحُ اللهِ السَّبْعَةُ. ( رؤيا 4: 5) 

Seven Spirits of God
ويفرخ برعم من جذع يسى، وينبت غصن من جذوره، ويستقر عليه روح الرب، روح الحكمة والفطنة، روح المشورة والقوة، روح معرفة الرب ومخافته. وتكون مسرته في تقوى الرب، ولا يقضي بحسب ما تشهد عيناه، ولا يحكم بمقتضى ما تسمع أذناه، إنما يقضي بعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويعاقب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه، لأنه سيرتدي البر ويتمنطق بالأمانة.                إشعياء 11: 1-5

 إن يسوع هو البرعم الذي تنبأ إشعياء إنه سيأتي منن جذع يسّي. يسّي كان أبي داود، ويسوع نفسه وصف ذاته أنه أصل وذرية داود (رؤيا 22: 16). تنبأ إشعياء عنه (يسوع) وقال عن مجيئه أنه سيكون ممتلئاً جداً بالروح القدس، الذي سيجعله فهيماً ويسلك في مخافة الرب.

في إشعياء 11: 2، نرى وصف إشعياء للروح الذي على يسوع:
ويَحُلُّ علَيهِ روحُ الرَّبِّ، روحُ الحِكمَةِ والفَهمِ، روحُ المَشورَةِ والقوَّةِ، روحُ المَعرِفَةِ ومَخافَةِ الرَّبِّ.
يصف الكتاب المقدس الروح في مواضع عديدة الروح القدس بأنه السبعة أعين، أو اﻷرواح السبعة، أو السبع منارات ..

نجد في إشعياء 11: 2، ذكر لسبعة "أرواح" مختلفة وهي:
  • روح الرب
  • روح الحكمة
  • روح الفهم
  • روح المشورة
  • روح القوة
  • روح المعرفة
  • روح مخافة الرب 
 هؤﻻء اﻷرواح السبعة هم في الحقيقة روح قدس واحد في إظهارات مختلفة. وقد أُستخدم هذا المصطلح "أرواح الله السبعة" ليُجسد الروح القدس:

يوحَنا، إلَى السَّبعِ الكَنائسِ الّتي في أسيّا: نِعمَةٌ لكُمْ وسَلامٌ مِنَ الكائنِ والّذي كانَ والّذي يأتي، ومِنَ السَّبعَةِ الأرواحِ الّتي أمامَ عَرشِهِ (رؤيا 1: 4)
 ومِنَ العَرشِ يَخرُجُ بُروقٌ ورُعودٌ وأصواتٌ. وأمامَ العَرشِ سبعَةُ مَصابيحِ نارٍ مُتَّقِدَةٌ، هي سبعَةُ أرواحِ اللهِ. (رؤيا 4: 5)
ورأيتُ فإذا في وسَطِ العَرشِ والحَيَواناتِ الأربَعَةِ وفي وسَطِ الشُّيوخِ خَروفٌ قائمٌ كأنَّهُ مَذبوحٌ، لهُ سبعَةُ قُرونٍ وسَبعُ أعيُنٍ، هي سبعَةُ أرواحِ اللهِ المُرسَلَةُ إلَى كُلِّ الأرضِ.  (رؤيا 5: 6) 
إن المقصود بأروح الله السبعة هو سبعة إظهارات مستقلة للروح القدس. ومع ذلك فهذا ليس كقولنا أن الله له ثلاث أقانيم .. فالثالوث هو أمر مختلف تماماً. كل أقنوم بالثالوث - اﻵب، اﻻبن، الروح القدس - له شخصية متميزة بخصائص وصفات خاصة. لكن في أرواح الله السبعة، نحن نتعامل مع شخص واحد (الروح القدس) والسبع طرق التي يعمل من خلالها ويُظهر نفسه. بعبارة أخرى، نحن نتكلم عن "روح الله القدس السُباعي". 

فهوذا الحَجَرُ الّذي وضَعتُهُ قُدّامَ يَهوشَعَ علَى حَجَرٍ واحِدٍ سبعُ أعيُنٍ. هأنَذا ناقِشٌ نَقشَهُ، يقولُ رَبُّ الجُنودِ، وأُزيلُ إثمَ تِلكَ الأرضِ في يومٍ واحِدٍ.      (زكريا 3: 9)
 ﻻحظ قول زكريا "على حجر واحد سبع أعين".
لأنَّهُ مَنِ ازدَرَى بيومِ الأُمورِ الصَّغيرَةِ. فتفرَحُ أولئكَ السَّبعُ، ويَرَوْنَ الزّيجَ بيَدِ زَرُبّابِلَ. إنَّما هي أعيُنُ الرَّبِّ الجائلَةُ في الأرضِ كُلِّها. (زكريا 4: 10)
في قال زكريا على حجر واحد سيكون هناك سبع أعين. وفي عدد 10 من إصحاح 4، يدعو زكريا هذه اﻷعين السبع على الحجر، أعين الرب التى تجول في اﻷرض كلها.
ورأيتُ فإذا في وسَطِ العَرشِ والحَيَواناتِ الأربَعَةِ وفي وسَطِ الشُّيوخِ خَروفٌ قائمٌ كأنَّهُ مَذبوحٌ، لهُ سبعَةُ قُرونٍ وسَبعُ أعيُنٍ، هي سبعَةُ أرواحِ اللهِ المُرسَلَةُ إلَى كُلِّ الأرضِ. (رؤيا 5: 6)

زكريا تنبأ أنه على حجر واحد سيكون هناك سبع أعين. الحجر الذي كان يتكلم عنه هو نفسه الذي أشار إليه كغصن في زكريا 3:8 وزكريا 6: 12. إشعياء أيضاً دعاه الغصن أو البرعم في إشعياء 11: 1. وهذا يعني أن الغصن هو نفسه المدعو الحجر، الذي هو المسيح. وفي العهد الجديد، يدعوه بطرس "الحجر الحي" و"حجر الزاوية" في رسالة بطرس اﻷولى 2 : 3-6.
يسوع هو هذا الحجر، ونحن أيضاً حجارة حية مصنوعة على نفس نمطه ونموذجه. وذكر يسوع أنه الجذع الرئيسي "أنا الكرمة وأنتم اﻷغصان". نحن أغصان الشجرة، نجن حجارة حية .. ويجب أن يكون على كل شخص فينا سبع أعين، التي هي أرواح الله السبعة.

عندما يتحدث الكتاب المقدس عن الروح القدس كسبعة أرواح لله، فهو يتكلم عن ملئ الروح الذي قد يكون في حياتك. إن وصية بولس في أفسس 5: 18 أن نتملئ بالروح، وهذا يعني أننا لسنا دائماً ممتلئين بالروح. عندما يأتي الروح القدس ليحيا فيك، سيكون دائماً فيك. قال يسوع أنه سيمكث معك للأبد (يوحنا 14: 16)، ولكن هذا ﻻ يعني أنك ستكون دائماً ممتلئاً به. يعلن رؤيا 5: 6 أن أرواح الله السبعة كلهم قد تم إرسالهم لكل اﻷرض. هذا يعني أن كل مؤمن حصل على الروح القدس، لديه أرواح الله السبعة بداخله. ومع ذلك، فإن نوال الروح، ونوال ملئ إظهاراته في حياتك هما شيئان مختلفان تماماً.

روح الرب ويَحُلُّ علَيهِ روحُ الرَّبِّ (إشعياء 11: 2) 

روح الرب هو أول اﻷرواح السبعة المذكورة بواسطة النبي إشعياء. يُعرف هذا الروح أيضاً بـ "روح السيادة أو روح السلطان". هو الروح الذي دائماً "يحل على" أو "يأتي على". إنه الروح الذي يمسحك بقوة للخدمة. ودائماً ما تجده موصوفاً في كلا العهدين القديم والجديد، على أنه "يحل على".
روح الرب يعطيك جرأة وشعوراً بالسيادة. فهو يضعك في وضع المسئولية في المواقف. وهذا ما أحتاجه أنبياء العهد القديم حينما كانوا يقفون ﻹعلان كلمة الله أمام الملوك. 

كثيراً ما نقرأ عن اﻷنبياء: "وكان روح الرب عليه".. يمكننا أن نرى ذلك في حياة إيليا. فقد مكنه روح الرب من الذهاب للبحث عن الملك الشرير آخاب ليخبره برسالة دينونة الله له. عندما رأى آخاب إيليا تعجب: "هل وحدتني يا عدوي؟" (1ملوك 21: 20). وأجاب إيليا: "قد وجدتك ﻷنك قد قد بِعتَ نفسك لعمل الشر في عيني الرب" (1ملوك 21: 20). لقد استطاع إيليا أن يتكلم بهذه الجرأة ﻷنه كل مُلهماً بروح الرب.
غندما دعا الله موسى وأرسله لفرعون برسالة "أطلق شعبي" لم يعتقد موسى أنه يستطيع أن يفعل هذا، فبدأ في تقديم اﻷعذار لله. ولكن نعمة الله سادت، وروح الرب حل عليه.
عندما كان يشوع على وشك أن يتولى سلطة قيادة شعب إسرائيل من بعد موسى، كان روح الرب هو الذي أكد له ذلك قائلاً: "لا يَقِفُ إنسانٌ في وجهِكَ كُلَّ أيّامِ حَياتِكَ. كما كُنتُ مع موسَى أكونُ معكَ. لا أُهمِلُكَ ولا أترُكُكَ" (يشوع 1: 5). وقال له أيضاً: "أما أمَرتُكَ؟ تشَدَّدْ وتَشَجَّعْ! لا ترهَبْ ولا ترتَعِبْ لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ معكَ حَيثُما تذهَبُ" (يشوع 1: 9).
وقال لبولس: "لا تخَفْ، بل تكلَّمْ ولا تسكُتْ، لأنّي أنا معكَ، ولا يَقَعُ بكَ أحَدٌ ليؤذيَكَ، لأنَّ لي شَعبًا كثيرًا في هذِهِ المدينةِ" (أعمال 18: 9-10).
وأيضاً حلَّ روح الرب على شاب يُدعى عزريا: "وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى عَزَرْيَا بْنِ عُودِيدَ، 2فَتَوَجَّهَ لِلِقَاءِ آسَا وَقَالَ لَهْ: «اسْمَعْ لِي يَاآسَا وَيَاجَمِيعَ أَبْنَاءِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ: الرَّبُّ مَعَكُمْ مَابَرِحْتُمْ مَعَهَ، فَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوْجَدْ لَكُمْ، وَإِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنْهُ يَنْبِذْكُمْ." (2أخبار 15: 1-2)

فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَانَا لاَ رُوحَ الْجُبْنِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْبَصِيرَةِ. (2تيموثاوس 1: 7)
لو أنك نلت الروح القدس ليسكن فيك، إذاً فانت لست بعد شخصاً عادياً كما كنت من قبل. إنما لديك جرأة الله لتفعل أي شئ يتوافق مع مشيئته. 

يقول البعض أنه عندما تصلي بحرارة كافية، عندئذ تأتي القوة. كلا، إن الموضوع ﻻ علاقة له بالصلاة بحرارة، ولكن الموضوع كله متعلق بجوعك. فالروح القدس ﻻ يفرض نفسه على أحد. السؤال هو: إلى أي مدى  تريده؟ إذا ككنت تريده، فسوف يملأك. إذ أن الروح القدس ﻻ يذهب حيث ﻻ توجد رغبة فيه، إﻻ عندما يظهر ليُحدث تغيير أو يجلب قضاء. تذكر، إنه رئيس، لذا نحن ﻻ نحفزه. نحن ﻻ نثيره كي يفعل اﻷشياء، ولكن باﻷحرى نحن نستعد له. يقول الكتاب المقدس أنك لو كنت إناء مستعداً، فسوف تكون نافعاً ليستخدمك السيد (2تيموثاوس 2: 21). الله يريد أن يستخدمك، ولكن يريدك أن تستعدله. الله يريدك أن تكون مطهراً، منفصلاً، ومقدساً. عندئذ ستكون نافعاً له ليستخدمك.

روح الحكمة


إن روح الحكمة هو الروح الذي يأتي بك إلى حكمة الله. صلي بولس ﻷجل المؤمنين في أفسس: "ذاكِرًا إيّاكُمْ في صَلَواتي، كيْ يُعطيَكُمْ إلهُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، أبو المَجدِ، روحَ الحِكمَةِ والإعلانِ في مَعرِفَتِهِ" (أفسس 1: 17)، ﻷنه ﻻحظ أن أهل أفسس كانوا يظهرون قوة ومجد الله، ولكن كانت تنقصهم الحكمة والمعرفة التى تأتي عن طريق اﻹعلان.

فالنفهم اوﻻً ما هي الحكمة، الحكمة غالباً ما تُعرَّف على أنها القدرة على تطبيق المعرفة. لكن هذا التعريف ناقص، وغالباً ما يُستخدم بواسطة هؤﻻء الذين ﻻ يفهمون ما هي الحكمة الحقيقية. ولكن عندما يعمل روح الحكمة في داخلك، ستفهم كيف تُعرِّف الحكمة.
أوﻻً، الحكمة هي قوة. إنها بصيرة إلهية لخطط وأهداف الله. إنها فهم الحقائق الروحية. من الممكن ان تُعرَّف الحكمة أيضاً على أنها بصيرة المعرفة، وقدرة البصيرة على التحكم. الحكمة هي بصيرة للواقع (الحق)، وبصيرة نافذة للمستقبل. فهي تجعلك تفهم ما ﻻ يدركه اﻵخرون. بالحكمة، تستطيع أن تحكم بدقة في ما ﻻ يُميرزه اﻵخرون.
الحكمة هي قوة، فهي أكثر من مجرد مقدرة. إذ قد تمتلك المقدرة لفعل شئ ما وﻻ تفعله. فمثلاً، قد تنظر إلى زجاج متناثر على اﻷرض وتعرف أنه يجب أن تزيله. وتعرف أيضاً أنك تملك المقدرة على فعل هذا، ولكنك ﻻ تفعله. هذه ليست الحكمة .. فالحكمة تجعلك تفعل ما يجب عليك فعله!
حكمة الله بها القوة لتجعلك تقول ما يجب أن تقوله، وتفعل ما يجب ان تفعله، وتفكر فيما يجب أن تفكر به. وهي تجعلك تذهب حيثما يجب أن تذهب. الحكمة تظهر في تصرفاتك.

أنا الحكمة أسكن التعقل، وأملك المعرفة والتدبير. (أمثال 8: 12)
الحكمة يقول: "أنا ﻻ أتحرك بمفردي، إنما معي التعقل (التمييز والحكم الصحيح في اﻷمور العملية)، ومعي المعرفة". لديك بصيرة للحاضر ونظر نافذة للمستقبل ﻷن روح الحكمة يأتي بهما إليك. ويطلق في حياتك هذه القوة المسيطرة التى تجعلك تتصرف بحكمة.

عندما تفتقر للحكمة، قد تفكر أفكاراً خاطئة، وتنطق بأقوال خاطئة، وتفعل أشياء خاطئة، وتتخذ قرارات خاطئة. فأغلب مشاكل الناس هي بسبب القرارات الخطأ التى اتحذوها. عندما تسكن بك الحكمة، ستقودك في اﻻتجاه الصحيح. لهذا تحتاج أن يعمل روح الحكمة في حياتك.

طوبى للإنسان الذي عثر على الحكمة وللرجل الذي أحرز فهما، لأن مكاسبها أفضل من مكاسب الفضة، وأرباحها خير من أرباح الذهب الخالص.     (أمثال 3: 13-14) 
 هذا هو السر! لو وجدت الحكمة، إذاً قد نلت كل شئ. ﻻ يمكن أن تفشل أو أن تصبح فقيراً .. ﻻ، ليس مع الحكمة! عندما تعمل الحكمة فيك، ستجد حياتك مليئة بالسلام. لن يكون عليك أن تقلق قط بشأن العوز أو اﻻحتياج أو المرض أو أي شئ ﻻ يتفق مع الحياة الصالحة.

المسيح هو حكمتنا

"فهو (الله) مصدر حياتكم في المسيح يسوع، الذي صار لنا من الله حكمة وبراً وقداسة وفداء" (1كورنثوس 1: 30). لدينا في العهد الجديد ما لم يملكه سليمان في كل حكمته .. المسيح! إنه حكمتنا. تخبرنا رسالة كولوسي 2: 3، "فكل كنوز الحكمة والمعرفة مخزونة في المسيح". كل كنوز الحكمة والمعرفة مخزونة في المسيح. بتعبير آخر، المسيح هو تجسيد لكل الحكمة والمعرفة. عندما تجعل يسوع رب حياتك ويتخذ قلبك مسكناً له، فهذا يعني أن الحكمة تسكن قلبك. ومع ذلك، أن يكون المسيح مخلَّص ورب لك بصورة عامة هو أمر، وأن يكون هو رب وسيد عقلك (قراراتك، أفكارك، مشاعرك) فهذا أمر آخر. إذ يحدث هذا عندما تبدأ الحكمة عملها فيك.

دع الحكمة تقودك

دع روح الحكمة يسود عقلك، أفكارك، كلماتك، وأفعالك. تذكر، المسيح - الحكمة المتجسدة - يسكن فيك وأعطاك نفس حكمته. روح الحكمة الذي تكلم عنه بولس الرسول في أفسس 1: 17 يسكن فيك. 


روح الفهم


تستنير بصائر قلوبكم، فتعلموا ما في دعوته لكم من رجاء، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين (أفسس 1: 18)
 روح الفهم هو الذي يساعدك لتفهم الرجاء الذي دعاك الله إليه ومدى غنى ميراثه المجيد الذي فيك. وفي أفسس 3 : 18-19، يصلي بولس من أجل المؤمنين في أفسس لكي يعرفوا مع جميع القديسين عرض وطول وعمق وعلو محبة المسيح، ﻷنهم لم يكونوا قد فهموا عمق وقوة محبة المسيح. فروحي الفهم والمعرفة لم يكونا ظاهرين فيهم.

أي شخص يستطيع أن يدرس الكتاب المقدس، لكن يمكنك أن تفهم كلمة الله وتحصل على إعلانات الروح فقط عندما تكون ممسوحاً. ومثل هذه المسحة تأتي من روح الفهم.

كتب يوحنا الرسول: "فقال لهم يسوع ثانية: 'السلام معكم. كما أرسلني اﻵب، فإني أنا أرسلكم اﻵن.' وبعد أن قال هذا، نفخ عليهم وقال لهم: 'اقبلوا الروح القدس'" (يوحنا 20: 21-22).
أريدك أن تعرف أن هذه ليست نفس الحادثة التى حل خلالها الروح القدس عليهم، ﻷننا نقرأ بعد ذلك في أعمال 2: 1-4 أن نفس التلاميذ كانوا مجتمعين بيوم الخميس في يوم مكان واحد وحالة واحدة، وامتلئوا جميعاً من الروح القدس، وأخذوا يتكلمون بألسنة أخرى.
يساعدنا تسجيل يوحنا للحدث في يوحنا 20: 22 على توضيح ما جاء في لوقا 24: 45 "ثم فتح أذهانهم ليفهموا الكُتُب". إن اﻷناجيل المتشابهة هي متى ومرقس ولوقا. أما إنجيل يوحنا فقط كُتب بعد هذه اﻷناجيل الثلاثة. والسبب في كتابته هو توضيح ما أعتبره كثيرون غامضاً في اﻷناجيل المتشابهة. يسوع في الواقع كان يمنحهم روح الفهم، فصارت عقولهم ممسوحة ليفهموا الكتب. 

بسبب هذا أنا بولس، أسير المسيح يسوع لأجلكم أيها الأمم، إن كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لي لأجلكم. أنه بإعلان عرفني بالسر. كما سبقت فكتبت بالإيجاز. الذي بحسبه حينما تقرأونه، تقدرون أن تفهموا درايتي بسر المسيح. (أفسس 3: 1-4)
 يوضح بولس هنا أن الله عرَّفه سر المسيح باﻹعلان. وكلمة "أعلن" مترجمة من الكلمة اليونانية "gnorizo" والتى تعني "يعطي فهماً". ما كان يعنيه بولس هنا هو أن الله، باﻹعلان، أعطاه فهماً لسر المسيح. وهذا يعني أنك ﻻ تستطيع أن تحصل على فهم لسر (روحي) بالمعرفة العقلية - ليس من مدرسة أو أي مكان آخر في العالم .. فهذا يأتي بإعلان من الروح القدس. لقد أُعطي لك أن تفهم أسرار الملكوت. هذا ما قاله يسوع (متى 13: 11). 
إن عدم فهمك لشئ ﻻ يعني أنه لم يُعطى لك أن تفهم. أحياناً ﻻ تفهم أشياء معينة عندما تستمع إليها في المرة اﻷولى، ولكنك قد أُعطيت القدرة لتفهم كل اﻷشياء على أي حال. إذاً ﻻ تقل أنك ﻻ تفهم الكلمة التي تأتي إليك. فقط أعطي لك أن تفهم أمور الملكوت!

روح المشورة


إن روح المشورة هو رابع روح من أرواح الله السبع المذكورة في إشعياء 11: 2. إنه الروح الذي يرشدك ويقودك. 
في أعمال 16: 6، تقول اﻵية أن الروح القدس منع بولس وتيموثاس أن يتكلموا بالرسالة. وفي أعمال 16: 7-9، الروح القدس منعهما (بولس وتيموثاوس) من الذهاب إلى بيثينية، هذا روح المشورة. كذلك سرد بطرس في أعمال 11: 11-12 كيف خدمه روح المشورة بينما كان يصلي في بيت سمعان الدباغ. أرشد روح المشورة بطرس ليذهب مع هؤﻻء الرجال ويعظهم باﻹنجيل في قيصرية.
وتسمع أذناك كلمة صادرة من خلفك قائلة: «هذه هي الطريق لا تحيدوا عنها يمينا أو يسارا اسلكوا فيها» (إشعياء 30: 21-22)
هل لديك روح المشورة؟ هل أرشدك من قبل؟ هل تعرفه، أم أنك دائماً ما تجد نفسك تحصل على نصائح اﻵخرين؟ دع اﻻستراتيجي اﻷبرع (روح المشورة) يعمل فيك، وهو سيرشدك للخطوات الصحيحة التى عليك أن تتخذها في كل أمورك. اقبل مشورته، وستجد اﻻتجاه المناسب لتمضي به.

روح القوة


روح القوة هو خامص روح من أرواح الله السبعة المذكورة في إشعياء 11: 2. يوجد شخص في العهد القديم عمل كثيراً بروح القوة. كان قاضياً لبني إسرائيل ويُدعى شمشون.
لم يملك شمشون روح الحكمة مثل موسى ويشوع، وإﻻ ما كان فعل أشياء حمقاء كالتي فعلها. لكن كان لديه روح القوة.

فانحدر شمشون ووالداه إلى تمنة حتى بلغوا كرومها، وإذا بشبل أسد يتحفز مزمجرا للانقضاض عليه، فحل عليه روح الرب فقبض على الأسد وشقه إلى نصفين وكأنه جدي صغير، من غير أن يكون معه سلاح. ولم ينبيء والديه بما فعل. (قضاة: 14: 5-6) 
فلما وصل إلى لحي هب الفلسطينيون صارخين للقائه، فحل عليه روح الرب، وقطع الحبلين اللذين على ذراعيه وكأنهما خيوط كتان محترقة. وعثر على فك حمار طري، تناوله وقتل به ألف رجل. (قضاة 15: 14-15)
قيَّد رجال يهوذا شمشون وأسلموه للفلطينيون في لحي، عندما رآه الفلسطينيون مقدياً وركضوا محوه، حل روح الرب عليه بقوة مجدداً، وفك قيوده كما لو كانت قد احترقت بالنار. ثم أخذ عظمة فك حمار وقتل بها ألفاً منهم.

عندما يكون روح القوة عاملاً في حياتك، سيجعلك جريئاً. وﻻ أعني بهذا محاولتك استجماع شجاعتك أو تذكر اﻵيات عندما تحدث مشاكل. فروح القوة ﻻ يمنحك جرأة فقط، ولكنه يعطيك أيضاً القوة التى تغلب الشدائد. ﻻ يجود تعريف يصف كلمة قوة "might" بدقة، ولكنها ذات سمة غالبة. إنها ذلك الشئ الذي يغلب ويفوق كل الشدائد. وهي تشير إلى قوة غير عادية.

قال يسوع "ستنالون قوة مني متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 8: 1). إن القوة هي قدرة داخلية فعالة على إحداث تغييرات. لو أردت تغييرات في جسدك، عائلتك، وظيفتك، أو أموالك .. فاعلم أنك قد حصلت علىى هذه القدرة الفعالة عندما حصلت على الروح القدس للإتيان بهذه التغييرات!

أخيرا يا إخوتي، تقووا في الرب وفي شدة قوته. (أفسس 6: 10)


روح المعرفة


في أغلب اﻷحيان، ﻻ يكمن الفرق بين مؤمن ناجح ومنتصر وآخر ليس كذلك في كم المواهب التى يملكها كل منهما، وإنما في كم المعرفة التي يملكانها. إن حدودك وإنجازاتك اليوم تمثل انعكاساً لمدى ما تعرفه أو تجهله. ولكن من خلال المعرفة الصحيحة، تستطيع دائماً أن تكون أفضل وأعظم مما أنت عليه اﻵن.

المعرفة طبقاً لقاموس ويبستر هي حقيقة أو حالة إدراك شئ معين، أو معرفة شئ باﻷلفة المُكتسبة منن خلال الخبرة أو اﻻختلاط. كذلك تعني اﻹلمام بعلم أو فن أو تقنية ما وفهمها. وقد تعني أيضاً ظرف أو حالة فهم حق أو واقع من خلال التفكير. مع ذلك فهذه التعريفات ليست كافية لنوع المعرفة الذي نتعامل معه هنا - المعرفة التي بالروح - المعرفة بالإعلان.

المعرفة باﻹعلان هي معرفة دقيقة .. معرفة محددة ومتخصصة .. معرفة مطلقة. إنها بعيدة عن المعرفة الحسية التى عرّفها لنا قاموس ويبستر بشكل واضح ومفصل. المعرفة باﻹعلان هي معرفة من روح الله أُعطيت لروحك اﻹنسانية بدون أي وسيط مادي. فهي ليست معرفة الحواس، ولذلك هي تفوق المعرفة العقلية. في منطقة المعرفة باﻹعلان، ﻻ توجد افتراضات. إنما تعرف وحسب أنك تعرف ما تعرف. 

يوجد فرق شاسع بين معرفة الحواس ومعرفة اﻹعلان. ﻻ يمكنك أن تقول أنك تعرف شيئاً عن الله أو منه، لو لم تنله كإعلان في روحك. إن المعرفة باﻹعلان هي من الروح، وهي النور الذي يرشد الله روحك من خلاله. وهكذا، فإن معرفة الحواس هي مقامرة. عندما تعرف شيئاً باﻹعلان، تسير على نوره. وحقيقة أنك تسير فيه برهان على معرفتك! أصعب شئ على اﻹطلاق هو أن تعرف كلمة الله في روحك وﻻ تحيا أو تتصرف طبقاً لها. عندما يخبرك أحدهم أنه يعلم ما عليه فعله ولكن ﻻ يفعله، فهذا يعني أن ما لديه هو مجرد معرفة عقلية. فالمعرفة باﻹعلان تعمل بشكل مختلف، فهي تحفزك للعمل. وهذا ﻷنه عندما تأتي المعرفة باﻹعلان لروحك، يحدث لك شيئاً ما. إذ تعمل في عقلك وتجدد ذهنك، وتصبح فيك قوة حيوية تجعلك تعيش طبقاً لها. إنها تنتج ما تتحدث عنه في داخلك، وتنقلك من مجد إلى مجد.
إن المعرفة باﻹعلان تمنح حكمة لروحك، حمداً لله!
 ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله (1كورنثوس 2: 12)
الكلمة المترجمة هنا "نعرف" هي "eido" في اليونانية، وتعني "يعي ويدرك" وهكذا فإن المعنى الذي يريد بولس أن يرينا إياه هو "لكننا لم ننل روح العالم، بل الروح الذي يأتي من الله، لكي نعرف (نصبح واعيين ومدركين) اﻷشياء التى وهبنا إياها الله" 
هذه نقطة هامة جداً، ولكن ماذا تعني؟ فكر باﻷمر هكذا: تخيل أنك ذهب لمنزل واسع ومظلم، لم يسبق لك الذهاب إليه من قبل. ثم أضاء أحدهم اﻷنوار، وفجأة تردك أن هناك أشياء في هذا المنزل - أثاث، أجهزة ترفيه، أجهزة كمبيوتر، أضواء، أبواب. عندئذ تدرك أن كل هذه اﻷشياء موجودة في المنزل. هذا ما يحدث عندما يأتي روح المعرفة لحياتك. فهو يشعل الضوء في حياتك، فتصبح واعياً ومدركاً للأشياء التى لك في المسيح.

مع ذلك، فحقيقة إدراكك أن كل هذه اﻷشياء موجودة في المنزل كي تستخدمها، ﻻ يعني انك تعرف طريقة عملها أو كيفية تشغيلها. روح المعرفة يجلب لك الفهم الكامل ويأتي بك لمعرفة الخفايا. فروح المعرفة لن يساعدك فقط لتكتشف، لكنه أيضاً سيأتي بك إلى المعرفة الكاملة بهذه اﻷشياء وكيف تستخدمهم. بعد ذلك سيكون لك حياة فائقة للطبيعة، هاليللويا!

لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر، ولا من عظماء هذا الدهر، الذين يبطلون. بل نتكلم بحكمة الله في سر: الحكمة المكتومة، التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا، التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. (1كورنثوس 2: 6-8)
حكام العالم في أيام يسوع لم يكن لديهم معرفة باﻹعلان، ﻷنه لو كان لديهم، لما كانوا صلبوا رب المجد. "بل كما هو مكتوب: «ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يحبونه». فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. " (1كو 2: 9-10) هذا هو عمل روح المعرفة فينا. فمن خلاله، يكشف الله لنا كل شئ. نحن لسنا بتائهين، نحاول أن نكتشف الله. إنما نلنا إعلاناً من الله بروحه.

قد هَلكَ شَعبي مِنْ عَدَمِ المَعرِفَةِ. (هوشع 4: 6)

لم يقصد بهذا عدم المعرفة في اﻹقتصاد أو الحكومة أو الفيزياء أو اللاهوت، إنما يتكلم عن عدم المعرفة باﻹعلان، والتي هي المعرفة الروحية لكلمة الله. عندما تأتي المعرفة باﻹعلان لروحك، فهي تنيرك وتأخذك لمستوى أسمى من الحياة. وعندما تبدأ في أن تحيا وفقاً للمعرفة باﻹعلان، سيظن الناس أنك متكبر، ﻷنك ﻻ تفكر أو تتحدث كباقي العالم.

تعرَّف على روح المعرفة. إنه المُعلم .. سيعلمك كلمة الله ويمنح روحك إعلانات كلمة الله، مما يجعلك تسلك في حكمته وقوته ومجده. هليللويا!

روح مخافة الرب


روح مخافة الرب، الذي يُدعى أيضاً بروح التوقير. 

جعل لعجائبه ذكرا، فالرب حنان ورحيم. أعطى متقيه طعاما، لأنه لا ينسى عهده أبدا. أظهر قوته لشعبه حين أورثهم أرض الأمم. أعمال يديه حق وعدل. وكل وصاياه أمينة. راسخة أبد الدهر، مصنوعة بالحق والاستقامة. افتدى شعبه وكرس عهده معه إلى الأبد، قدوس ومهوب اسمه. رأس الحكمة مخافة الرب. والعامل بها ذو فطنة شديدة. تسبيح الرب دائم إلى الأبد. ( مزمور 111: 4-10)
عندما يحل روح التوقير بالمكان، تتغير اﻷمور. فهو يُهذب الناس ويضع اﻷمور في نصابها. إنه يفعل شيئاً عظيماً، فيصبح الكل هادئاً ومتواضعاً في محضر الله. ﻻحظ عمل هذا الروح عندما أساء حنانيا وسفيرة التصرف، ضربهم بالموت ووقع خوف عظيم على الناس (أع 5: 1-11). في أي وقت تكون مسحة روح الله قوية به ويحدث شئ مثير كهذا، يحل بالناس خوف (رهبة مقدسة، توقير). هذا هو عمل روح مخافة الرب. إنه يُصِّر أن تحترم الله وأموره.

هناك شئ في روح مخافة الرب ينتج فيك تواضعاً. إنه يغرس فيك خوف (توقير) الله ويجعلك تقول الكلمات المناسبة. من المستحيل أن تخرج الكلمات المهينة من فمك عندما تمتلك روح مخافة الرب. فهو يجعلك متواضعاً. ﻻ يهم من يرأس اﻹجتماع الذي تحضره، إذ تظل متواضعاً ﻷنك تدرك حضور روح مخافة الرب في هذا المكان. اخضع نفسك لهذا الروح. فهو سيجعلك تسلك في وقار وتواضع، وسوف يرفعك في التوقيت المناسب.

كذلك، أيها الشباب، اخضعوا للشيوخ. البسوا جميعا ثوب التواضع في معاملتكم بعضكم لبعض. لأن الله يقاوم المتكبرين، ولكنه يعطي المتواضعين نعمة. إذن، تواضعوا تحت يد الله القديرة لكي يرفعكم عندما يحين الوقت (1بطرس 5: 5-6)

ملء الروح



 اﻵن تدرك أن الروح القدس يستطيع أن يعمل في حياتك بمقدار أعظم، وأن بإمكانك المشاركة بالكامل في الطبيعة اﻹلهية. عندما يعمل أرواح الله السبعة جميعاً في حياتك، سيختفي كل تشويش وتخبط. ستكون متوازناً ومملوءاً بالقوة من قِبَل روح الحكمة، روح المعرفة، روح الفهم, وروح المشورة. بعد ذلك، سيوازن روح مخافة الرب هذه بالتواضع. فلن تنتفخ لوفرة القوة واﻹعلان في حياتك.

أسال الله لكي يعطيكم بحسب غنى مجده، أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن، ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم، وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله. (أفسس 3: 16-19)
السؤال اﻵن هو: هل يوجد مكان لروح الله في حياتك؟ هل ﻻ يزال يوجد في قلبك أية مساحة له، إم أنك أثقلت قلبك بكل أنواع الهموم والمخاوف؟ يجب أن تتخلص من التفاهات وتعطي مكاناً للورح في حياتك.

قال يسوع في لوقا 4: 18: روح الرب عليَّ، ﻷنه مسحني لكي أعلن البشارة للفقراء. أرسلني ﻷنادي للأسرى بالحرية، وبالبصر للعميان، وﻷحرر المسحوقين من اﻷسر.

إن روح الرب هو الذي يساعدك بقوة لتفعل هذه اﻷشياء! تذكر، إن الروح القدس هو أقنوم .. إنه ليس شيئاً! 
إذا صليت وامتلأت بالروح القدس وتركته يقود حياتك، ستبدأ في اختبار زيادة هائلة في كل جوانب حياتك. لذا ﻻ بند أن تتعلم أن تصلي هكذا:

أبي السماوي، في اسن الرب يسوع، أدرك من كلمة الله أنك ستتولى زمام ظروفي إذا سمحت لك بهذا. أنت سيد حياتي، وأصلي ان ترشد خطواتي اليوم في الطريق الذي سبق وخططته لي. أريد أن أقابل فقط الناس الذين قد خططت لي أن أقابلهم، وأن أسمع فقط اﻷشياء التى خططت لي أن أسمعها، وأقول فقط اﻷشياء التى خططت لي أن أقولها.

إني أتصرف اليوم في مسحة الروح القدس كابن لله. وأسلك في نورك، في اسم الرب يسوع. لن يأتِ شخص إلى طريقي صدفة اليوم. فروح السيادة يعمل فيَّ، في اسم الرب يسوع. 

أرفض أن أخاف، وإن سلكت في وادي ظل الموت، ﻻ أخاف شراً، فأنت معي، عصاك وعكازك يُعزيانني. أرفض أن أكون مهزوماً اليوم، فأنا منتصر في المسيح يسوع. أنا أعظم من منتصر، في اسم الرب يسوع. 

شكراً لك يا رب من أجل حضورك معي اليوم. أشكرك من أجل روح الكمال الذي يعمل في داخلي. إني ﻻ أتصرف بحماقة أو أتفوه بكلمات حمقاء. فحكمة الله في فمي، وسوف أعطي مشورة بالروح اليوم. اليوم سأرى بعيون الله، في اسم الرب يسوع المسيح. 

أيها الرب اﻹله، أشكرك، ﻷن اﻷشياء الصالحة ستأتي  لطريقي اليوم. وأقبلها في اسم الرب يسوع. اليوم سأكون معطاءً، سأبارك اﻵخرين في اسم الرب يسوع. إن جسدي خاضع لك .. كل ذرة في كياني وكل عظمة في جسدي هي من أجل الروح القدس. أنا هيكلك الحي اليوم. تكلم من خلالي، تحرك من خلالي، سِر فيَّ، تكلم فيَّ، في اسم الرب يسوع. 

إن صحة الله فيَّ. لذا أرفض أن أدع جسدي يخضع للمرض أو السقم أو الضعف. كل كياني مغمور بحياة الله، لذا أسلك في صحة إلهية، في اسم يسوع. مجداً لله!

كيف يمكنك أن تكون مهزوماً عندما تصلي صلاة كهذه؟! ﻻ تتوقف عن الصلاة في هذه النقطة، ﻷنه يوجد المزيد .. هذه هي الطريقة التى يجب ان أصلي بها، ﻷن هذه هي الطريقة التى اوصانا الرب يسوع ان نصلي بها. عندما أصلي هكذا، أمتلئ من الروح القدس. إن روح الله يعمل فيك بالفعل حتى وأنت تقرأ اﻵن. هناك ما يحدث في روحك اﻵن. إن نار الروح القدس تتوهج في قلبك. فلا تنتظر، انضم للتيار! امضِ وابداً في عبادة الرب وشكره. ابدأ في اعلان كلمته في الصلاة، والتسبيح، والنبوة. حدث نفسك بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، وسوف تمتلئ بالروح. امتلئ جداً بالروح القدس حتى تسكّر به. ﻷنه حينئذ ستسلك بأرواح الله السبعة جميعاً، وهذا هو سر حياة المعجزات التى ﻻ تنتهي.


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
هذه المقالة تلخيص لكتاب The Seven Spirits Of God للكاتب Chris Oyakhilome 

مع تحياتي / يشوع دانيال طوبيا


المقال التالي
المقال السابق
المقال التالي »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق